Tuesday 29 April 2014

تساؤلات حول المصالحة الفلسطينية



تساؤلات حول المصالحة الفلسطينية

ليث مسعود

تساؤلات كثيرة تدور حول إعلان المصالحة، لكن قبل الدخول فيها يجب التنويه الى أن الإنقسام لم يكن على المستوى الشعبي، بل كان على مستوى أصحاب المصالح ورؤساء الأحزاب، أما الشعب فلم يكن ليميز بين تابع لهذا أو لذاك.


بعد توقيع الإتفاق الذي لا يزال في بدايته ولا نعلم إذا كان سيستمر أم أنه لن يبصر النور عبر تطبيق بنوده؟...إن استمرار المصالحة وتطبيقها يعتمد على عدة أمور، أهمها الموافقة من أمريكا (الراعي الرسمي لدول الخليج والإحتلال الإسرائيلي)؛ فإذا كانت مرفوضة، سيتوقف التمويل الأمريكي عن الضفة والقطري عن غزة أو على الأقل توجه رسائل التهديد للطرفين، أما في حالة إستمرار المصالحة وتطبيق البنود فهذا يعني أن علينا طرح  التساؤلات التالية : 


هل ستعترف حماس بالكيان الصهيوني سواء ضمنيا أو بشكل صريح ؟


هل ستتم إعادة هيكلة منظمة التحرير وضم حركة حماس اليها؟ 


هل دخول حماس الى الانتخابات يعني أنها أصبحت مماثلة للسلطة التي لطالما انتقدتها؟


هل تعني المصالحة الحالية أن حماس ستوقف جناحها العسكري؟، وهل سيمتد إلى تفتيت الجناح العسكري على المدى البعيد؟


هل وجود منيب المصري، رجل الأعمال الشهير لدى الكيان بدعم حملات التطبيع والتبادل التجاري مع الكيان هو ضمان للمصالحة؟ أم أن هنالك مصالح تجارية تقف خلف المصالحة؟


ألم تعترف حماس ضمنيا بانتخابات العام 2006 المبنية على أساس إتفاق أوسلو ورسالة المبادئ؟، والآن هي مستعدة لتكرار التجربة بعد ستة أشهر في حال استمرت المصالحة وطبقت فعليا، إذن نحن نشهد تحول حركة مقاومة إلى حركة تقبل الإستسلام وتنضم الى القائمة، فتدخل حلقة المفاوضات المفرغة؛ فالفريق المفاوض يدور في الحلقة ليستمر المد الإستعماري، وفي النهاية قد يُوقّعُ على اتفاق جديد على شاكلة ما سبقه من اتفاقيات، تنازلات تكبر مثل كرة الثلج المتدحرجة...فقد يعني دخول حماس هذه الحلقة أن كرة الثلج ستكبر لدرجة لم نشهدها من قبل!، كما أنها قد تعني بداية النهاية للجناح العسكري للحركة؛ وذلك قد يتم بضمهم الى السلطة الجديدة كما حدث في الضفة باستثناء من هم الآن في السجون أو تحتضنهم الأرض في جوفها...و حسب القيادي في حركة حماس "حسن يوسف" في تصريح نقلته صحيفة القدس الفلسطينية فهنالك استعداد للسلام والقبول بحل الدولتين وهذا قد يؤكد ما سبق...:

"ان الحركة ستوافق على اتفاق سلام بين السلطة واسرائيل شريطة انسحاب الاخيرة من الضفة"


"قبل الوصول لأي اتفاق مع اسرائيل يجب ان تتم المصالحة" 


"من حقنا ان نعترض على الاتفاق الذي سيوقع عليه الرئيس محمود عباس، لكنني اشدد على اننا سنوافق على نتائج الاستفتاء الشعبي ورأي الاغلبية".


كما أكد القيادي على الموافقة على فكرة حل الدولتين في حال اعتراف الكيان بحقوق الشعب الفلسطيني ودولة كاملة السيادة على حدود 1967. (صحيفة القدس، 25/3/2014)


إضافة الى هذا نذكر بتصريح رئيس السلطة الحالية : 


"لا تناقض بتاتاً بين المصالحة والمفاوضات، خاصة اننا ملتزمون باقامة سلام عادل قائم على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية".


"ان مثل هذه الخطوة المدعومة عربيا ودوليا ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على انجاز حل الدولتين، وهو الامر الذي ينسجم تماما مع مبادرة السلام العربية واتفاقيات مكة والدوحة والقاهرة، ومع الشرعية الدولية وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 2012 الذي اعترف بدولة فلسطين بصفة مراقب على حدود عام 1967".(صحيفة القدس،23/4/2014)


إذن الإتفاق لم يخرج عن السكة المؤدية إلى "السلام"، الذي لم ولن تصله بالتأكيد...أما موافقة أو عدم الإعتراض على هذا التصريح من قبل حماس، يؤكد على أنها تقبل دخول الحلقة المفرغة، وعلى أن الحقن القطرية الخضراء (الدولارات) أدت وظيفتها في تعديل مسار عملية الاستسلام...فاليوم قطر تعتبر أن الكيان الصهيوني قُطر شقيق لها وهذا ما قاله وزير خارجية قطر في مؤتمر ميونخ للأمن الدولي  :


"التقى الصحفي ( الإسرائيلي) رفائيل أهارون بوزير الخارجية القطري، وصافحه، وعندما كشف له عن ( هويته)، زاد الوزير القطري من ود المصافحة، وقال له: نحن و( إسرائيل) أخوة.....طلب الوزير القطري من الصحفي عنوانه، ورقم هاتفه، ليتصل به، ويدعوه للقائه قريبا…" (رشاد أبو شاور، مجلة كنعان الإلكترونية،12/4/2014) 


وبالعودة لقضية دخول حماس يبقى هنا السؤال هل سيتقبل الكيان هذا؟، مبدئياً يبدو أن أمريكا تتقبل أو أنها خططت مسبقاً لأمر مماثل؛ ففي تصريحات كيري الأخيرة بعيداً عن "خيبة الأمل"، فقد صرح بعد إعلان الكيان رفض استمرار التفاوض أكد كيري أن هناك إمكانية للاستمرارية كما اشترط الإعتراف بالكيان والقبول بالإتفاقيات :


"لا تزال هناك إمكانية للتقدم، لكن يتعين على القادة ان يقوموا بتسويات من أجل ذلك... اذا لم يرغبوا في القيام بالتسويات الضرورية، فسيصبح ذلك صعبا جدا".


و حسبما قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي أن كيري أبلغ رئيس السلطة الحالي أن "الالتزام بعدم العنف والاعتراف بدولة إسرائيل والقبول بالاتفاقيات والالتزامات السابقة بين الأطراف" (صحيفة القدس، 24/4/2014)


وبالعودة للسؤال الأخير وهو ما علاقة رجل الأعمال باتفاق المصالحة؟، حسب ما هو متعارف عليه بأنه من الأعضاء الأساسيين لحركة "كسر الجمود"، والتي تعني كسر الحاجز الداخلي لدى الشعب سواء تجار أو مستهلكين، من استدخال الهزيمة، وقبول التطبيع مع الكيان الصهيوني...ومن هنا قد يكون الأجدر بنا تسميتها مصالحة المصالح لكبار الأحزاب الفلسطينية...


فهل تستمر المصالحة ويتم ما ذكر سابقا؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة...


*هذا المقال غير موجه ضد حزب معين أو شخصية معينة او ضد المصالحة إنما هو أسئلة تطرح ويفترض ان يطرحها الشعب على النخبة المتصالحة.

**نشرت هذه المقالة على موقع شبكة الوحدة الإخبارية بتاريخ 28/4/2014

الوحدة الاخبارية ....ليث مسعود يكتب ....تساؤلات حول المصالحة الفلسطينية

No comments:

Post a Comment