Tuesday 30 September 2014

غزة انتصرت...وعادت رقصة العفاريت!

غزة انتصرت...وعادت رقصة العفاريت!

ليث مسعود

14/9/2014

رقصة العفاريت؛ هي المفاوضات التي كانت تجري في القاهرة كما وصفها أبو عبيدة في خطاب ما بعد خرق الهدنة الإنسانية، ويبدو أنه صدق فعلاً كانت رقصة عفاريت، لكن هذه الرقصة لم تتوقف، ولم تأبه بأن ترقص فوق دماء الشهداء وعلى جراح من أصيبوا بهذا العدوان.

انتصار غزة ومماطلة الهدنة              
                  
لحظة اعلان الهدنة ووقف اطلاق النار، فرحنا بأن غزة صمدت صموداً اسطورياً؛ بحاضنتها الشعبية التي خرجت تحتفل رغم جراحها...نعم كان نصراً رغم الضحايا؛ فقد هزت الكيان الصهيوني بكافة مستوياته وصفعت وجوه المتخاذلين، فمنهم من التزم الصمت ومنهم من حاول التدخل شكليا بانسانية ومنهم من لم راح يصدح وينشر كلاما مسموماً بالهزيمة التي يعتاش عليها، أما في الهدنة والاتفاق فلم يكن فعلياً هو المتوقع بعد هذا العدوان وهذا الصمود من المقاومة، قد تكون هناك أسباب عديده للإسراع بالموافقة عليه ومنها الضغط الميداني؛ أي نقص كافة مقومات الحياة الأساسية وعجز المستشفيات فكانت تبتر الأعضاء المصابه في اغلب الأحيان بدلا من علاجها وذلك لعدم توفر العلاج وتجنب أعراض أكثر سوءاً.
السؤال الرئيسي والذي أود التركيز عليه هو: هل غزة كانت في موقف يتحمل الهدنة الإنسانية المتقطعة ؟.
السؤال قد يبدو وكأنه ابتعاد عن النظرة الإنسانية لكن لنوضح السؤال أكثر، عندما كانت غزة تعاني تحت القصف والكيان كان يعاني من ازمة داخلية من المستوطنين ومن اضطراب الاقتصاد وحركة الطيران وتوقف الكثير من المصانع...في الهدنة كان بإمكان الكيان تدارك اموره التخطيط اخذ استراحة!، لكن غزة ماذا اكتسبت في الهدنة؟، تقريبا لا شيء!!، لماذا؟؛ لأنها لم تحصل خلال الهدن على الماء أو الغذاء أو الدواء!، فهل استفاد الجرحى؟، قد لا تخلو الهدنة من الفوائد، لكن هنا تصبح الهدنة والمماطلة المقصودة من الكيان ضغط على المقاومة وعلى الحاضنة الشعبية بشكل مباشر؛ فهي تعاني مع كل يوم من هذا النقص!...ومن هنا بالإمكان استنتاج ما كان يطلبه محمد الضيف بأن لا وقف لإطلاق النار دون الموافقة على البنود، وهنا نسأل ما الذي غير رأيه ورأي كافة القادة الميدانيين؟، في الغالب السبب هو ضغط السياسيين على المقاومة؛ فلا أعتقد بأن القادة الميدانيين أقل من أن يدركوا ما تعنيه مماطلة العدو...أما تنفيذ البنود فهو بعيد جداً طالما عفاريت السياسة تفاوض او تمسك بزمام الإتفاق المخترق كسابقاته.

السياسيون يرقصون على وقع القصف

طالما لعلعت أصواتهم وخطاباتهم على الشاشات ولمعتهم بعض الفضائيات، هم راقصوا الدولار، وهنا نبدأ من سوريا؛ حيث خرج الفريق السياسي لحماس منها متوجهين نحو عبدة رأس المال في قطر، ليدخلوا معبد الدولار هناك...من سوريا التي دعمت وتدعم حتى اليوم المقاومة وترفض كافة أشكال التطبيع الى قطر، القاعدة الأمريكية الكبرى وأقرب أصدقاء الكيان علانية... تحول موقف الحركة من جزء مكمل الى مضاد لسوريا وحزب الله، وهذا موقف الثورة المضادة في الوطن العربي، وموقف كافة الأنظمة العربية المتصهينة...حدث هذا على خطى التبعية للإخوان المسلمين في تونس و مصر؛ حيث أعلنت مصر عداءها لسوريا فطردت السفير السوري، واعلنت مقاطعتها لسوريا، في حين استُقبل سفير الكيان الصهيوني برحابة صدر واسعة!.
بعد هذه الأحداث اتضح أن المكتب السياسي لهذه الحركة يتجه نحو الإنحراف التام عن التوجه المقاوم، لكن بقيت الثقة بمن هم يعدون في الميدان للمعركة التي شهدتها غزة، وشهد عليها العالم، وسيشهد التاريخ بأن هناك من كان يلعب على حساب الدم في غزة مقابل المال والكرسي المعروف، وهذا ما اتضح بمحضري إجتماع الدوحة*، الذي شمل أعضاء المكتب السياسي لحماس وفريق السلطة...اهم ما ورد في هذا المحضر الذي لم ينفه أي من الحاضرين حتى الآن هو وضوح التنازل عن فلسطين التاريخية من خالد مشعل؛ حيث اكد بأنه مع دولة على حدود 1967 أي التي تعني 20% من فلسطين في حال كانت هي الحدود ذاتها وذك في حال إزالة كبرى المستوطنات التي تتوسع يومياً، وكان واضحا حرصه على الاشتراك في المفاوضات وحرصه على أن يكون لهم جزء من هذه السلطة، وفي سياق الحديث عن التنسيق الأمني فهو من جهة السلطة سيستخدم كأداة ضغط؛ بأن يلغى التنسيق في حال عدم الموافقة على الـ67، ولم يصدر أي اعتراض من الحاضرين كان التوافق واضحا في المحضر، كما كان التأكيد على أن حماس ستكون جزءا من حل الدولتين، ولن تكون ضد هذا الحل او "عقبة" في الطريق كما وصفها مشعل...هذا الحديث كان يدور في 21/8 و 22/8، وهناك تم الاتفاق بأن يعلن رئيس السلطة عن انتهاء العدوان وعن ادخال المساعدات...مع العلم أنها لم تكن المرة الأولى التي يتحدث فيها مشعل عن موافقة على دولة الـ67**، لكن أن ينضم البقية اليه يعني التوافق الكامل لدى قيادة المكتب السياسي على حل الدولتين، الذي يعتبر وإن تلاعب أبطال الخطاب بأنهم لن يعترفوا بالكيان، هو إعتراف مباشر لكن دون لفظ جملة "نعترف باسرائيل كدولة مستقلة"...

ملف المصالحة

المصالحة لا تنفصل عن العدوان، ولا عن التنازل في الدوحة...عودة للتأكيد وكما العادة، الإنقسام المعلن أو المعروف لمن هم خارج فلسطين المحتلة، نذكركم بأنه ليس سوى انقسام على مستوى من سبق ذكرهم، لا على مستوى الشعب والميدان، وصمود غزة كان واضحاً وتوحد فصائلها في الأرض، على عكس ما حدث في الدوحة، فحماس كانت تتنازل والجهاد الاسلامي لم يدخل في هذه الجلسة مع أن التزامه الصمت ليس بالصحيح حتى في المنحى الدبلوماسي فهذه القضية لا تتحمل المجاملات!...المصالحة لن تتم ليس فقط لأن الكيان يزعزعها من حين إلى آخر بتحريض أحد الطرفين كما حدث مؤخرا،ً وذلك بدا جلياً في محضر الإجتماع الأول حيث أبلغت المخابرات الصهيونية رئيس السلطة بخطة إنقلاب في الضفة، أما هذه الزعزعة ليست خوفاً من المصالحة فلو كانت مصالحة على مستوى المطلب الشعبي لارتعد الكيان؛ لكنها مصالحة  مصالح فهي تقوم على أساس اتفاقيات أوسلو وحدود 67 وتقاسم السلطة والكرسي لا تقاسم لمصلحة الشعب والمسؤلية الوطنية، ومن هنا قد تكون مصلحة السلطة بعدم القبول، لأن الحصة الأكبر ستكون لحماس في حال أصبح مسؤولوا السلطة قابلين للاستبدال بأمثال مشعل وابومرزوق وغيرهم من المتنازلين...فمشعل يتنعم بقطر ويتعلم دروس التطبيع، وابو مرزوق يؤكد أن المفاوضات حلال وليست محرمة، وهنا يتوجب لفت النظر لاستخدام الدين في تبرير التطبيع وأحيانا في الخيانة؛ ففي سوريا يبرر تعاون "الثوار"، مع الكيان وأمريكا على أسس دينية لا تتطابق لكنها تطبّق بطرق ملتوية كما هو حال تحريم وتحليل التفاوض المباشر...ومن هنا نذكر بأن التفاوض غير المباشر لن يشكل فارقاً إذا تخلله التنازل!، فالعبرة في التنازل قبل الحديث المباشر هاتفيا أو في جلسة اجتماع!.

ختاما تساؤلات حول المرحلة قد تستحق بعض التفكير في اجابتها :

-          خرق الهدنة الى ممتى سيستمر؟...أم هو انتظار لوقت أنسب؟

-          ماذا عن موقف الأحزاب والأجنحة العسكرية من موافقة المكتب السياسي لحماس على ال67؟

-          ماهو موقف القسام من الحديث عن حل الدولتين؟...فحسب خطابات ابو عبيدة المقاومة حتى استعادة كامل التراب، فهل سيكون القسام جزءا من حل الدولتين أم "عقبة" في وجهه؟

-          استمرار عدم تطبيق البنود الى متى؟

-          تبادل الأسرى هل سيكون مشرفا بمعنى اخراج المؤبدات أم سيكون كسابقه مساومة كل قيادي مقابل عدد من المحكوميات المنخفضة ؟

-          قبل توقيع افاق وقف اطلاق طلب مشعل مشورة الرئيس التونسي ومستشاره حول الاتفاق وبنوده إضافة لشكره الجهود المبذوله من تونس بدعوة لمجلس حقوق الانسان!...أهي عودة للتبعية للإخوان؟، ألم تكن ايران أولى من بعث مساعدات منعتا القاهره وهي من دعى لمجلس حقوق الانسان؟...وتذكيرا تونس "الثورة استقبلت "حجيج" المستوطنين بجنسياتهم الإسرائيلية مع العلم أن بن علي كان يمنعها!.

-          في ذكرى أوسلو ال21 وهي 13/9/1993، هلّا بحثنا في بنودها وخرائطها لنفهم ماذا تعني الدولة التي ينشدونها؟
*محضر الإجتماع الأول


محضر الاجتماع الثاني


**انظر حين تستيقظ سوريا، ص222، ريشار لابفيير و طلال الأطرش،  دار الفارابي,2011


Tuesday 20 May 2014

66عام على النكبة...وعقود على النكبة الثقافية؟



66عام على النكبة...وعقود على النكبة الثقافية؟



ليث مسعود

لم تقتصرالنكبة على استعمار الأرض؛ بل امتدت لاستعمار الثقافة، واستعمار النفوس وترويض المثقفين ليتحولوا من وظيفتهم في الدفاع عن الشعب الى دفع الشعب لاستدخال الهزيمة، والقبول بالإستسلام للعدو، والتسليم بأن لا هزيمة لهذا العدو، وأن لا مكان لنا في هذه الأرض، أو أن علينا القبول بما تبقى من فتات فيها، غير أن بعضهم يخجل عند الحديث عن حق العودة والبعض الآخر لا يخجل...

فترة ما بعد الإستعمار هي ما أسماها الفرنسيون الإستعمار الجديد حيث سلمت البلاد المستعمرة لمن ينوب عن المستعمر فيكمل أهدافه ويحقق له مراده، دون الحاجة لوجود عسكري للمستعمر الأجنبي في هذه البلاد، وهذا ينطبق على كافة البلاد في الوطن العربي، التي رحل عنها المستعمر وترك مكانه من يكمل المسيرة في تجويف العقل والقضاء على الثقافة...إضافة الى هذا فهنالك حاجة لحارس يؤكد بأن المستعمر الجديد يسير على الخطى الصحيحة وهذا الحارس الأمين للمشروع الرأسمالي المعولم هو الكيان الصهيوني، الشرطي الحارس على الطبقة الكمبرادورية* الحاكمة والمتمثل دورها في خنق أي مشروع نهضوي سواء فكري أو اقتصادي ، كما ان هذا الحارس سيضمن تفتيت الوطن العربي الذي فتت أصلاً من خلال اتفاقية سايكسبيكو، لكن حفاظاً على عقل أقل تفكيراً وأكثر تعصباً للجهل ومنعاً للتنمية والنهضة يتوجب على المستعمر تفتيت الوطن العربي المفتت...على أية حال، لا تكمن النكبة في وجود المستعمر هذا أو وجود الكمبرادور فقط، بل هي تكمن بقدرة هذا الكمبرادور الحاكم على ترويض المثقفين، ومن ثم إخماد الشعوب بتجويف وعيهم؛ فانعدام الوعي والثقافة تدعم الشعور بالخوف واعطاء الهيبة لمن لا يستحقها، وان وجد حراك وأقصد ما يسمى "الربيع العربي"، فهو حراك عن جهل أومحفّز حيث تتم قيادته الى حد معين. فيكفي مثال مصر حيث يحكم اليوم رموز نظام مبارك وحتى في زمن مرسي كانت رموز النظام لا تزال موجودة فأي شعب واعٍ يقبلها؟.

كيف يعمل هذا الكمبرادور على إخماد هذا الشعب بشكل عام، والفئة المثقفة بشكل خاص والتي يتوجب عليها توعية هذا الشعب ليستيقظ من غيبوبته؟...تبدأ العملية في المراكز التعليمية سواء كانت حكومية أو خاصة فلا فارق بينهما في ظل هذا الحكم، فتبدأ المدرسة بتلقين الطلبة منذ الصغر وتعمل على قتل روح التساؤل والبحث لدى الطلبة؛ وذلك من خلال الإعتماد على نمط التعليم الذي انقرض بعد إثبات دوره في قتل العقل وهو نمط "الإيداع البنكي"، أي أن تودع المعلومات لدى الطالب جاهزة دون دفعه لتحليلها أو البحث عنها بشكل اوسعن ومن هنا تبدأ عملية تجويف الوعي وتجويف العقل أو ما أسمي "العقل الأجوف"، وفي الجامعات تستمر عملية الإيداع البنكي، مع إضافة وجود أكاديميين يعملون لصالح الكمبرادورية مقابل المال أو المنصب... فيعملون على قتل الروح المتبقية لدى الطالب في التفكير أوالتحديث وخاصة إذا كان التفكير هذا يخرج عن إطار القطيع...فيعملون على دفعه لتقبل "الأمر الواقع".

أما في الحديث عن المثقفين فهم في الوطن العربي يتفرعون على عدة أشكال فمنهم من يتبع للرأسمالية الغربية فيعتمد على منح مالية أو أكاديمية...ومنهم من هو تابع بقناعة غريبة جداً بالطبع لا تخلو من الماديّة!، ومنهم من يتبع للكمبرادور وذلك لمصالح معينة إبتداء من وظيفة الى أمور أخرى، وهناك من يصمتون عند الحديث حتى عن مقاومة المحتل وكأن الحديث في هذا الموضوع يدخل في المحرمات...ومن هنا نحن بحاجة لإعادة هيكلة وإنشاء فئة جديدة من المثقفين بتحريرها من العقل الأجوف وإبعادها عن مصائد الإغراء الكمبرادورية والرأسمالية...إذن فقد روِّضت الشعوب، لكنها لم تروّض فقط لتصمت عن سرقة الحاكم لمال الشعب؛ بل ليصمت عن الخيانة وليتقبل صداقة هذا الحاكم مع المستعمر، كما أن دور بعض المثقفين في هذه الدول هو إعطاء الإبر المخدرة، وخاصة للجيل الشاب الذي لم يشهد هزيمة الجيوش العربية في العام 1967، الهزيمة التي اعتبرت انتكاسة للشعب العربي وبداية فقدان الأمل... وهنا يأتي دور المثقف المخدّر فينقل صورة هذه الهزيمة مصحوبة بقالب الأفكار المعروف، والذي تتناقله الأجيال حديثاً بأن هذا الكيان عمل على بناء نفسه ووصل لدرجة لا يمكن لنا التفوق عليه فيها، وبأن مصيبتنا تتوقف على أننا لا نتوكل على الله!، وهنا يبرز دور المدرسة والجامعة في قتل العقل؛ فيستقبل العقل الأجوف هذه الافكار دون تحليلها أو حتى محاولة البحث عن توضيح يشبع تساؤلات العقل البشري، ثم يتقبل بأن مصيبتنا تكمن في عدم التوكل على الله...لكن هل فعلا المقصود هو التوكل؟، لا والله إنما يقصد بها التواكل والتواكل ثم التواكل!!...

في كل عام صفارات الإنذار، اغلاق المؤسسات الحكومية، وقفة لأجل حق العودة، تنظم من قبل الحكومة التي تطالب بحدود 67، والله أعلم أين سيعود اللاجئون حينها؟....بعيداً عن هذا نطرح التساؤلات التالية :

 لماذا لا تنظم الجامعات العربية في كل ذكرى مؤتمراً عربياً يناقش القضية الفلسطينية ويضع خططاً استراتيجية لها، يبحث سبل التحرير يبحث سبل المقاومة من الداخل والخارج، يبحث سبل الضغط الشعبي على الكمبرادورللمقاطعة الصناعية والزراعية وغيرها من العلاقات التطبيعية مع الكيان والتي تنشط مع الأردن والخليج والمغرب وتونس...أين هم الأكاديميون حملة الشهادات؟ وأين هم المثقفون؟

لماذا لا يتصارح الشعب مع نفسه وأقصد الشعب العربي كافة وأن يضع نفسه في موقف موحد لا أن يقف نصف موقف؟
لماذا يصر الجيل الشاب على البقاء على جهله؟، فهل وصلت درجة التجويف لإفقاد العقل الإنساني مكانه أو وظيفته؟!
لماذا لا تعمل فئة المثقفين والأكاديميين (غير التابيعن) على إنشاء فئة جديدة من الجيل الشاب تكمل مسيرة التوعية وتكمل مسيرتها في محاربة الإستعمار الجديد؟

هل وصلنا لدرجة الإعتماد على مُحفّز خارجي يدفعنا كما لوكنا قطيعاً لنتحرك في وجه الحاكم إلى أن يصل المُحَفِّز الى مراده فيقودنا عودة إلى الحظيرة ؟

هل وصل الجيل الشاب الذي عرف في الواقع والأسطورة بالعنفوان والخروج عن القطيع الى درجة من الطاعة أدخلته في القطيع الذي لا يكف عن التوجه الى المقصلة؟! 

*تسمية تطلق على الطبقة الرأسمالية التي تعمل على إغراق الأسواق المحلية بالمنتجات الأجنبية مما يؤدي الى قتل المنتج المحلي وهذه الطبقة تعتمد على قربها من السلطة الحاكمة وقد تكون هي السلطة بحد ذاتها، ومن هنا فهي تؤخذ على إستيراد البضاعة أو الثقافة وغيرها.

 **نشر هذا المقال على شبكة الوحدة الإخبارية بتاريخ 5/19/2014 رابط المقال:
  http://wehdanews.com/News.aspx?id=21547&sid=3

Tuesday 29 April 2014

تساؤلات حول المصالحة الفلسطينية



تساؤلات حول المصالحة الفلسطينية

ليث مسعود

تساؤلات كثيرة تدور حول إعلان المصالحة، لكن قبل الدخول فيها يجب التنويه الى أن الإنقسام لم يكن على المستوى الشعبي، بل كان على مستوى أصحاب المصالح ورؤساء الأحزاب، أما الشعب فلم يكن ليميز بين تابع لهذا أو لذاك.


بعد توقيع الإتفاق الذي لا يزال في بدايته ولا نعلم إذا كان سيستمر أم أنه لن يبصر النور عبر تطبيق بنوده؟...إن استمرار المصالحة وتطبيقها يعتمد على عدة أمور، أهمها الموافقة من أمريكا (الراعي الرسمي لدول الخليج والإحتلال الإسرائيلي)؛ فإذا كانت مرفوضة، سيتوقف التمويل الأمريكي عن الضفة والقطري عن غزة أو على الأقل توجه رسائل التهديد للطرفين، أما في حالة إستمرار المصالحة وتطبيق البنود فهذا يعني أن علينا طرح  التساؤلات التالية : 


هل ستعترف حماس بالكيان الصهيوني سواء ضمنيا أو بشكل صريح ؟


هل ستتم إعادة هيكلة منظمة التحرير وضم حركة حماس اليها؟ 


هل دخول حماس الى الانتخابات يعني أنها أصبحت مماثلة للسلطة التي لطالما انتقدتها؟


هل تعني المصالحة الحالية أن حماس ستوقف جناحها العسكري؟، وهل سيمتد إلى تفتيت الجناح العسكري على المدى البعيد؟


هل وجود منيب المصري، رجل الأعمال الشهير لدى الكيان بدعم حملات التطبيع والتبادل التجاري مع الكيان هو ضمان للمصالحة؟ أم أن هنالك مصالح تجارية تقف خلف المصالحة؟


ألم تعترف حماس ضمنيا بانتخابات العام 2006 المبنية على أساس إتفاق أوسلو ورسالة المبادئ؟، والآن هي مستعدة لتكرار التجربة بعد ستة أشهر في حال استمرت المصالحة وطبقت فعليا، إذن نحن نشهد تحول حركة مقاومة إلى حركة تقبل الإستسلام وتنضم الى القائمة، فتدخل حلقة المفاوضات المفرغة؛ فالفريق المفاوض يدور في الحلقة ليستمر المد الإستعماري، وفي النهاية قد يُوقّعُ على اتفاق جديد على شاكلة ما سبقه من اتفاقيات، تنازلات تكبر مثل كرة الثلج المتدحرجة...فقد يعني دخول حماس هذه الحلقة أن كرة الثلج ستكبر لدرجة لم نشهدها من قبل!، كما أنها قد تعني بداية النهاية للجناح العسكري للحركة؛ وذلك قد يتم بضمهم الى السلطة الجديدة كما حدث في الضفة باستثناء من هم الآن في السجون أو تحتضنهم الأرض في جوفها...و حسب القيادي في حركة حماس "حسن يوسف" في تصريح نقلته صحيفة القدس الفلسطينية فهنالك استعداد للسلام والقبول بحل الدولتين وهذا قد يؤكد ما سبق...:

"ان الحركة ستوافق على اتفاق سلام بين السلطة واسرائيل شريطة انسحاب الاخيرة من الضفة"


"قبل الوصول لأي اتفاق مع اسرائيل يجب ان تتم المصالحة" 


"من حقنا ان نعترض على الاتفاق الذي سيوقع عليه الرئيس محمود عباس، لكنني اشدد على اننا سنوافق على نتائج الاستفتاء الشعبي ورأي الاغلبية".


كما أكد القيادي على الموافقة على فكرة حل الدولتين في حال اعتراف الكيان بحقوق الشعب الفلسطيني ودولة كاملة السيادة على حدود 1967. (صحيفة القدس، 25/3/2014)


إضافة الى هذا نذكر بتصريح رئيس السلطة الحالية : 


"لا تناقض بتاتاً بين المصالحة والمفاوضات، خاصة اننا ملتزمون باقامة سلام عادل قائم على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية".


"ان مثل هذه الخطوة المدعومة عربيا ودوليا ستعزز من قدرة المفاوض الفلسطيني على انجاز حل الدولتين، وهو الامر الذي ينسجم تماما مع مبادرة السلام العربية واتفاقيات مكة والدوحة والقاهرة، ومع الشرعية الدولية وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 2012 الذي اعترف بدولة فلسطين بصفة مراقب على حدود عام 1967".(صحيفة القدس،23/4/2014)


إذن الإتفاق لم يخرج عن السكة المؤدية إلى "السلام"، الذي لم ولن تصله بالتأكيد...أما موافقة أو عدم الإعتراض على هذا التصريح من قبل حماس، يؤكد على أنها تقبل دخول الحلقة المفرغة، وعلى أن الحقن القطرية الخضراء (الدولارات) أدت وظيفتها في تعديل مسار عملية الاستسلام...فاليوم قطر تعتبر أن الكيان الصهيوني قُطر شقيق لها وهذا ما قاله وزير خارجية قطر في مؤتمر ميونخ للأمن الدولي  :


"التقى الصحفي ( الإسرائيلي) رفائيل أهارون بوزير الخارجية القطري، وصافحه، وعندما كشف له عن ( هويته)، زاد الوزير القطري من ود المصافحة، وقال له: نحن و( إسرائيل) أخوة.....طلب الوزير القطري من الصحفي عنوانه، ورقم هاتفه، ليتصل به، ويدعوه للقائه قريبا…" (رشاد أبو شاور، مجلة كنعان الإلكترونية،12/4/2014) 


وبالعودة لقضية دخول حماس يبقى هنا السؤال هل سيتقبل الكيان هذا؟، مبدئياً يبدو أن أمريكا تتقبل أو أنها خططت مسبقاً لأمر مماثل؛ ففي تصريحات كيري الأخيرة بعيداً عن "خيبة الأمل"، فقد صرح بعد إعلان الكيان رفض استمرار التفاوض أكد كيري أن هناك إمكانية للاستمرارية كما اشترط الإعتراف بالكيان والقبول بالإتفاقيات :


"لا تزال هناك إمكانية للتقدم، لكن يتعين على القادة ان يقوموا بتسويات من أجل ذلك... اذا لم يرغبوا في القيام بالتسويات الضرورية، فسيصبح ذلك صعبا جدا".


و حسبما قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي أن كيري أبلغ رئيس السلطة الحالي أن "الالتزام بعدم العنف والاعتراف بدولة إسرائيل والقبول بالاتفاقيات والالتزامات السابقة بين الأطراف" (صحيفة القدس، 24/4/2014)


وبالعودة للسؤال الأخير وهو ما علاقة رجل الأعمال باتفاق المصالحة؟، حسب ما هو متعارف عليه بأنه من الأعضاء الأساسيين لحركة "كسر الجمود"، والتي تعني كسر الحاجز الداخلي لدى الشعب سواء تجار أو مستهلكين، من استدخال الهزيمة، وقبول التطبيع مع الكيان الصهيوني...ومن هنا قد يكون الأجدر بنا تسميتها مصالحة المصالح لكبار الأحزاب الفلسطينية...


فهل تستمر المصالحة ويتم ما ذكر سابقا؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة...


*هذا المقال غير موجه ضد حزب معين أو شخصية معينة او ضد المصالحة إنما هو أسئلة تطرح ويفترض ان يطرحها الشعب على النخبة المتصالحة.

**نشرت هذه المقالة على موقع شبكة الوحدة الإخبارية بتاريخ 28/4/2014

الوحدة الاخبارية ....ليث مسعود يكتب ....تساؤلات حول المصالحة الفلسطينية