Sunday 7 October 2012

مقالة : فــاقــد الشــيء لا يـعطيـه!


فاقد الشيء لا يعطيه!


بقلم : ليث مسعود

25-8-2012

إذا لم تكن تملك المال، لن تستطيع أن تقرضني إياه! ...وإذا فقدت الحرية كما أفقدها أنا فلن تستطيع تحريري!، واذا ملأتك القيود لن تتمكن من مساعدتي على فك قيودي قبل ان تحرر نفسك! .

أنا أقبع تحت الإحتلال الإسرائيلي، الذي يُهَجّر أبنائي كلما أشرقت شمس الصباح وكلما أسدل الليل ستائره، وهاهم يضطهدون ويهجرون أمامكم، يقتل أبنائي بشتى الطرق ويسجنون، يقتلون بما حُرّم دولياً ويعذبون بما يعارض اسم الإنسانية التي يدّعون، مقدساتكم ينتهكون وآثاري يسرقون...كنت أصرخ بجهل أين أنتم إخوتي أما آن الأوان لإنقاذي؟، لا تتركوني وحيدة أقاتل إمبراطورية لم تكن الشمس تغيب عنها، ولا تتركوا أطفالي يقتلون ويذبحون كل يوم، لا تتركوهم ينتزعوا مني....بعد تلك الأعوام وبعد تلك الحرب بل المهزلة الدولية الأولى؛ حين تخليتم عن جزء مني مقابل ثمن زهيد، وفي الثانية سلمت كاملة بمسرحية الأيام الست. وبعد صبرا وشاتيلا وتل الزعتر...تذوقت مرارة الجهل بأنكم أعداء لا إخوة ! .

واليوم ها أنا أفتح عيناي فأجد أنك يا أخي قد إحتللت وأنت قد قيدت وأنت الجار قد بِعت، فإخوتي الأغنياء لم يبيعوني فقط بل وباعوا بلادهم بخيراتها وإمتلكوا الأموال في خزناتِ المحتلين، فها أنتم تطلبون حماية من ساعد محتلي وقد إحتلكم...إحتلال تدفعون له للبقاء على أرضكم رغماً عنكم، وشعبكم سار تحت طاحونة الجهل فظن أنه في بلد تطور تكنولوجي، ينعم بالقوة والحرية، وأنتم أبعد ما يكون عنها.

أما انت يا جار فقد بعت أرضك وأجّرتها بعد أن بعت أرضي وشعبي فقد سَلّمت مناطق بأكملها لمحتلي..."سلمهم إياها وأخذ قرش مقابل كل رأس". ذلك ما قاله أحد أبنائي من من عاصروا تلك المهزلة، والآن ها أنت تخضع لهم فأرضك أشبه بالمشاع ومياهك هي عادم مياههم، أما أبا الهول فقد وقّع كغيره معاهدات سلام مع محتلي، والآن حاله ليس بأفضل من بقية الإخوة؛ فقد قُيّدت مصادر عيشه فالقمح والماء لم يعودا بقبضته فماذا بقي له؟، وآخر قطعت أوصاله فما قامت له قائمة من بعد، وتلاه من حكم عليه أن يسد دين لا ينتهي  لمحتله السابق، ذلك الدين الذي ليس له وجود!، وآخرون حكم عليهم بالفقر وتقطيع الأوصال فلم ينهضوا من بعدها.

ثار الشاب المجنون حسب ما إعتبروه ودفع محتليه بالإنسحاب من بلده وحاول أن يتحرك لكن لم تكن القيود هي قيود غريب بل قيود الإخوة أطاحت به، كما أطاحت بمن تبعه بحركات "تمرد" ضد تمدد الإحتلال والسيطرة ......فها أنتم الآن منكم من إحتُل عنوة ومنكم من سلم وإحتل ومنكم من قيد بالسلاسل وآخركم يضرب بأموالكم ليخضع تحت الإحتلال مثلكم .....

No comments:

Post a Comment