Friday 10 January 2014

حصار غزة الى متى؟

حصار غزة الى متى؟


ليث مسعود

"عدد من يتسلم مواد غذائية من الأونروا سيصل الى مليون شخص في بداية 2014 والبطالة حوالى 40% والقطاع الخاص مدمر تماماً و65% هم تحت خط الفقر ولكن 50% منهم يعيشون في فقر مدقع"(وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، قناة الميادين،1/1/2014).

يحيطونها ويتأملونها ببطئ، ينتظرون أن تدق الساعة فإذا ما دقت الساعة سيكون الإعلان إما الإعدام أو الإستسلام؟... بالعودة الى تسلسل أحداث النكبة الفلسيطينية وضعت الحركة الصهيونية ولجنتها الاستشارية بقيادة "بن-غوريون" الخطة "ألف"، والخطة "باء"، والخطة "ج"، ثم تبعتها الخطة "دال" وهي كما أسموها "تطهير فلسطين من العرب"، أما الخطط السابقة بدأت بحماية المستعمرات وحراستها ثم تأمين ما حول المستعمرات وصولا الى ما أسموه "الردود الانتقامية"، وهذه الخطط وضعت مابين العام 1947- 1948، أما الردود الإنتقامية كانت عبارة عن عمليات تطهير عرقي وتدمير للقرى الفلسطينية وصولا الى مدينة حيفا حيث كانت الردود هذه تتخذ ضد المظاهرات الفلسطينية الرافضة للقرار181،أو أي مقاومة ضد المستعمر...

"المطلوب رد قاس وقوي. ثمة حاجة إلى دقة في التوقيت، والمكان، والإصابات. متى عرفت العائلة [يجب] الضرب دون رحمة، بمن في ذلك النساء والأطفال. وإلّا فلن يكون الرّد فعّالاً. لا ضرورة للتمييز في موقع العملية بين المذنب وغير المذنب".من مذكرات بن-غوريون حول اجتماعات اللجنة الاستشارية عام 1948. (إيلان بابيه،التطهير العرقي في فلسطين،2004).

حصار خانق تعاني منه غزة بحجة الأمن القومي المصري ولا مواقف عربية أو عالمية ضد هذا الحصار، أما اسلوب الكيان الصهيوني فهو ليس بالجديد بل هو مستخدم بعدة أشكال ففي سوريا ولبنان والعراق الفتنة هي السلاح الرئيسي ضد وحدة الدولة والمقاومة، أما  في غزة الحصار هو الطريقة الناجحة نظرا لتماسك البيئة الحاضنة حيث يهدف الحصار الى ضرب هذه البيئة والتي تحتضن كافة فصائل المقاومة وليس حركة حماس وحدها، ففي كل عدوان يشنه الكيان على غزة تقوم طائرات الاحتلال بإلقاء منشورات تطالب الأهالي بالتخلي عن المقاومة وحمايتها وذلك بالإبلاغ عن عناصرها، كما أن هذا الحصار سيضعف قدرة المقاومة على التزود بالذخيرة في حال قام الكيان بشن عدوان على غزة. أما الأسلوب الذي يتبع الآن هو ذاته الذي تحدث عنه بن غوريون وهو الردود الإنتقامية.

المنفذ الوحيد لغزة بعد استنفاذها كافة السبل هو أن تطلق صواريخها باتجاه الكيان الصهيوني الذي في الغالب ينتظر هذه اللحظة والتي يسميها "انفجار برميل البارود" حسب صحيفة "هآرتس"، فإطلاق الصواريخ يعني وصول المؤونة وقدرة التحمل الى مايقارب الصفر...بالطبع لا نأمل سوى الإنتصار والصمود لكافة فصائل المقاومة في فلسطين والوطن العربي.

وتبقى الأسئلة في انتظار الأجوبة التي تختلف من شخص لآخر:

هل أصبح الأمن القومي المصري مرتبط بأمن إسرائيل؟

هل تأجيل تنفيذ مخطط برافر الداعي لتهجير فلسطينيي النقب مرتبط بحصار وتدمير غزة ؟

هل قطع المأونة عن أهالي غزة وتجويع أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يعتبر جزءمن حماية مصر؟ أم هو تكرار لحصار العراق الذي قادته أمريكا في تسعنيات القرن الماضي الذي أدى لقتل مئات الآلاف من العراقيين بحجة تغيير نظام الحكم؟


والسؤال الأخير ألا يعتبر هذا الحصار من نتاج ما أسمي "الربيع العربي" ؟

No comments:

Post a Comment