Friday 21 December 2012

مقالة : من أرض فلسطين الى الشتات ومن الشتات...الى الشتات !


من أرض فلسطين الى الشتات ومن الشتات...الى الشتات !



بقلم : ليث مسعود

20-12-2012


يوم بعد يوم تتساقط الأوراق في ظل الخريف الذي لم يرحل بعد...وصفوه بالربيع ولا أدري كيف ارتأوه ربيعا!...بعد أن قتل فرحة الربيع في مهدها...

من تل الزعتر الى صبراوشاتيلا  ومنه الى اليرموك، واليوم العودة الى مخيمات اللجوء في لبنان...هكذا يوصف حال الفلسطينيين؛ اذ هجّروا من أرضهم الى المخيمات ومن المخيمات الى مخيمات أخرى!...
لماذا يقحم مخيم اليرموك في الصراع الدائر داخل سوريا؟، لم يقدم الفلسطينيون على التدخل في الصراع بل اكتفوا بحماية المخيم من المعارضة السورية المسلحة التي حاولت اقتحامه حيث دارت معارك على مدى شهور على حدود المخيم...فهل المخيم الآن هو آخر نقطة في سوريا تحتاج المعارضة المسلحة لفرض سيطرتها عليها؟!...
لقد اعتبروا انفسهم محررين للمخيم من ما يسمونه بـ "شبيحة الأسد"، لكن من في المخيم؟ من يقطن داخل مخيم اللاجئين سوى عائلات فلسطينية هجّرت من أرضها، وبضع عائلات سورية، قد يتحدثون عن أعضاء القيادة العامة!، القيادة العامة موقفها داعم للنظام ولكنها لم تحارب معه بل التزمت مواقعها في المخيم، ولماذا لاتكون داعمة للنظام الذي استضاف المقاومة الفلسطينية واستضاف الفلسطينيين المهجرين في مخيمات هي الافضل بين المخيمات الاخرى في البلدان العربية.
اكثر من ثلثي  سكان المخيم قد نزحوا، منهم من نزح الى لبنان وتعدادهم 2800 عائلة(1)ومنهم من لجأ الى الحدائق العامة ومدارس الانروا التي فتحت ابوابها لإيوائهم، إذن زج المخيم في معارك ليس له شأن بها وهجر اهله بداعي تحريره!...

وسائل الاعلام المتلفز تتحدث عن قصف النظام السوري للمخيم دون ذكر تواجد مئات أو آلاف من قوات المعارضة المسلحة داخل المخيم الذي اضطر اهله للرحيل لاحد السببين، إما لدعوة النظام السوري اياهم إخلاء المخيم خلال فترة محددة، أو بسبب المعارك الدائرة بين المعارضين المسلحين والجيش السوري و القيادة العامة في المخيم.

فهل أصبح الفلسطينيون ضحية ورقة ضغط تستخدمها المعارضة المدعومة علنا من الغرب والدول الملكية الاقطاعية العربية؟.
"بحسب ما ذكر احد سكان المخيم، مشيرا الى ان "مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون" داخل المخيم.

واشار الى دعوات وجهت من مساجد المخيم الواقع في جنوب العاصمة السورية عبر مكبرات الصوت الى السكان ليغادروا المكان. واضاف الشاهد ان الجيش السوري امهل السكان حتى الساعة 12,00 (10,00 ت.غ) لأخذ اغراضهم والرحيل....وتابع الشاهد ان "البعض قرر الامتثال للإنذار والبعض الاخر قرر البقاء"."(2)

"عمليات اتصال ووساطة بين الميليشيات المعارضة وتحديداً بين قيادات من جبهة النصرة من جهة ومقاتلين فلسطينيين من اللجان الشعبية الموالين للسلطات السورية للانسحاب من كامل مخيم اليرموك في مقابل ضمان عدم اقتحام قوات الجيش السوري للمخيم، وعلى ان يعهد بأمن المخيم الى شخصيات فلسطينية 'محايدة' من غير الموالين لنظام الرئيس الاسد او المعارضين له. ...وقال القيادي بأن الفصائل الفلسطينية الموالية للحكومة السورية أبلغت الطرف الآخر استعدادها لسحب مقاتليها وأسلحتهم من المخيم إذا وافق مقاتلو المعارضة على الانسحاب، ولفت القيادي إلى وجود قرابة 1500 مقاتل معظمهم من منتسبي جهة النصرة، وقال القيادي ان وفداً من شخصيات فلسطينية التقى أمس الأربعاء عدداً من القادة الميدانيين لمقاتلي جبهة النصرة الموجودين بمخيم اليرموك وعرضوا عليهم الانسحاب من المخيم في مقابل انسحاب اللجان الشعبية وعدم دخول قوات الجيش السوري."(1)

"لكن مساعي تحييد المخيم عن النزاع لم تصل بعد الى نتيجة، مع تأكيد احد المقاتلين المعارضين ان هؤلاء لن يغادروا "قبل ان يقوم الجيش النظامي بالمثل".(3)

لماذا لازالوا متمركزين في المخيم رغم عرض مثل هذا؟، هدفهم اخراج القيادة العامة، والقيادة العامة توافق على الخروج مقابل خروج المعارضة في المقابل، إذن لماذا لازالوا متمركزين داخل المخيم؟!...حتى الآن يوجد تشكيك في التوصل لاتفاق واضح حول المخيم، ويبقى السؤال الرئيسي لماذا زج المخيم الفلسطيني في الصراع؟!.

اما في الحديث عن كونهم ثوار وعن تحرير سوريا...أكتفي بهذا الاقتباس والتساؤل الذي يليه :
"حل الإعلام الإسرائيلي ضيفاً على المجموعات المسلحة في سورية، تحقيق ومقابلات لمراسل القناة الثانية بهويته الإسرائيلية، وأحد قادة المجموعات المسلحة يتمنى لو أن أرييل شارون يشاركه في مواجهة الجيش العربي السوري.

وقال الصحافي الاسرائيلي اتاي انكل معد التقرير أنه "اختار ادلب فقط لأن حجم المعارك فيها أخف من حلب ما اتاح له فرصة أكبر للقاء مسلحين معارضين والوقوف على موقفهم من "اسرائيل"."(4)
فهل من يستضيف صحافة المحتل الإسرائلي ويصرح بأنه يرحب بـ"آريئيل شارون "،يعرف معنا للحرية، والعدالة ،وهل لديه انتماء لسوريا وفلسطين، والوطن العربي ككل؟!

أما القيادات الفلسطينية بشكل عام يتوجب عليها البقاء على حياد فلا تقف الى جانب النظام او المعارضة المسلحة فلسنا بحاجة لإعادة ما حدث في زمن حرب الخليج عندما أيد الرئيس الراحل العراق مقابل الكويت، لذا ليبقى همنا مواطنونا في الشتات وكيفيه توفير الحماية لهم .


 (1)موقع صحيفة القدس العربي، 2012-12-19،"حمادة وصف الاعتداءات بصبرا وشاتيلا جديدة.. ومفاوضات لاخلاء المخيم من المقاتلين".
(2) موقع صحيفة القدس،18-12-2012،" مسلحو المعارضة السورية يتقدمون في مخيم اليرموك في دمشق"
(3) موقع صحيفة القدس العربي،20-12-2012، "عودة خجولة للاجئين الفلسطينيين إلى مخيم اليرموك في جنوب دمشق".
(4) موقع قناة المنار اللبنانية، 18-12-2012، "المسلحون في سورية يستضيفون الإعلام الإسرائيلي ويتمنون لو ان شارون معهم".

No comments:

Post a Comment