Monday 20 August 2012

مقالة : الجاهلية في عصر الحداثة ؟!

الجاهلية في عصر الحداثة ؟!


بقلم : ليث مسعود

20-8-2012
ليست الجاهلية التي نعيش في القرن الواحد والعشرين هي ذاتها التي كانت في عهد الدعوة الإسلامية فلم يكونوا جهلة في لغتهم ولم يكونوا جهلة في العلم ...كان جهلهم يقتصر على الديانة فكانوا يعبدون الأصنام وغيرها ،أما في أيامنا وخاصة الوطن العربي دون التوسع في بقية العالم، تجد عبادة البشر؟!‘الجهل باللغة العربية لغتنا!!،الجهل التام بالعلم ليس العلم الفيزيائي..الخ،لا فقط معرفة موقعنا من الصراع الدائر حولنا!....

إمتاز الوطن العربي بعد حقبة الإستعمار الذي كان يعاني منه، بحقبة "الإستقلال" وأضعها بين قوسين ؛فلم يكن ذلك بالاستقلال بل كان بداية حقبة جديدة من الإستعمار بوضع نخب تعمل لصالح المستعمر القديم،وكما كتبت سوزان جورج "ليس أفضل من ذلك سوى ديكتاتورية عسكرية تجعل الدولة تنزف حتى النهاية"....وهذا ما يحدث في معظم دول الوطن العربي يستنزف الحاكم الثروات لرفاهيته التي أيضا تعود للغرب بالفائدة!. 

لا زالت بعض دول الوطن العربي تعيش العبودية للعائلة الحاكمة!، ركوع وسجود للملك!، ليست عبادة أوثان لا، بل عبادة بشر !! والرهيب هنا أن العائلة لا تزال تحكم وصولا إلى هذا القرن الذي تنشط فيه "حقوق الإنسان،الديموقراطية،التحرر من العبودية...الخ" وهذا يدل على أنها مجرد أكاذيب، تلك الأكاذيب التي تساق علينا ليتم إحتلالنا أو تبديل النخبة التي أصبحت بالية ولم تعد تستطيع الخدمة كما كانت من قبل،لا تغطية إعلامية على ذلك البلد لا أحد يتحدث عن هذا الدكتاتور الذي وصلت به الدرجة لأن يعتبر نفسه إله !! إنها دولة المغرب العربي. 

أما بالنسبة الى جهلنا باللغة العربية، إنها لغتكم يا عرب!، أتجهلونها؟! ....ليست أخطاء إملائية بسيطه، لا بل أخطاء قاتلة تنشر وتظهر أمام الملايين خاصة على الفيس بوك الذي أصبح أكبر مسرح لإظهار مرحلة التخلف الذي ندخله...كما لحظتها على لوحات الإعلانات الضخمة في الشوارع !...أما علمياً فنحن أصبحنا أعداء لهذا الشيء المرعب المسمى العلم!، نحن فقط نأخذ الثمرة ولا نريد أن نعرف كيف؟ ولماذا؟،فقط نستهلك نتاج العلم...نحن عميان بأعين مُبصرة ؟!،نسير دون تخطيط دون تفكير نعيش اليوم فقط ولا نخطط ولا نفكر في المستقبل،نسمع ونشاهد ولا نفكر فقط نقنع أنفسنا بما يقال على الشاشة الصغيرة وعلى المواقع الشهيرة ....ولو كانت كذباً واضحا.

لا لم تتوقف الجاهلية هنا فقط؛ فنحن الآن ندخل جاهلية ما قبل الإسلام؟! نقتتل على العشائرية ونقتتل أحزابا ونقتتل على المذاهب!!، مذابح وقتل وصراعات...طبعا لسنا سوى الحبوب التي تطحن لتأخذ تلك الدول الطحين،إنها حروب وكالة وإن لم تكن فهي حروب تقسيم وتفتيت لأكبر قوة في العالم!، إنها القوة التي ارتجف الغرب أجمع منها ...قوة الوطن العربي الموحد ودول العالم الثالث المتعلمة البعيدة عن الجهل،كادت تحقق أيام حركة عدم الإنحياز ....... 

في الإسلام حرم قتل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ...حتى لو كان السيف على رقبته ونطقها فيحرم قتله!، لكن اليوم  تغير الشيوخ وتغيرت العقول، فأصبح الأمر أن هذا المذهب كافر ! ويجب قتله وذاك المذهب يفعل كذا والشرط أن هذا الفعل لم يثبت سوى بكلام على المواقع غير معروفة! ...إنهم منافقون....إلخ، والسؤال ألا ينطقون الشهادة ؟ ...إذا نطقوها..فهل أنت قادر على معرفة ما يبطنون بداخلهم؟ ....نعم إسرائيل والغرب يعرفون أننا نضع قضية ذبح بعضنا على قائمة الأولويات" الجهادية على حد تعبير شمعون بيرس رئيس إسرائيل،في كتابه: الشرق الأوسط الجديد" وتأتي في الثانويات محاربة إسرائيل ...ألم توضع إسرائيل للحفاظ على فرقة العرب وتفتيت القوة الكبيرة؟ ...وهل نحارب السرطان بقتل المصاب بالمرض أم يتم إنتزاع الخلية المُسرطِنة لمنع انتشاره في بقية أجزاء الجسد؟...إذا كنا حقاً مسلمين لماذا لانطبق شيئا من الإسلام؟، القرآن يأمرك بالتفكر والتعلم والبحث والقراءة في أولى آياته،لكن نحن نصر أن نمسك العصا من طرفها!.

ليس إقتتالنا سوى بسبب جهلنا العام بما هو حولنا، فلا نفكر بشيء،نسقط في الحفرة ذاتها مئات المرات ولا نتعلم!،حتى الآن لم نتعلم أن مصالح الدول الأجنبية أكبر وأهم بالنسبة لها من مصالحنا كعرب وعالم ثالث...وحتى وصلنا مرحلة التفكير بأن لا مؤثر خارجي في سياسات دول الوطن العربي وحراكه، لكن...نحن على كوكب الأرض،لا المريخ!. 

No comments:

Post a Comment