Monday 15 October 2012

المطالبة بالمـسـتـحيل!



المطالبة بالمستحيل!

بقلم : ليث مسعود

14-10-2012

اليوم المستحيل في بلادي هو أن تحاول إيجاد يد العون لدعم الثقافة وأخص بالذكر الحض على القراءة التي نسيناها، والحث على التفكير الذي يضمحل وتمحوه سياسة التعليم في جامعاتنا ومدارسنا، فنحن لم نصل القرن الحادي والعشرين بعد!؛ لانزال نعتمد نظرية الإيداع البنكي في التعليم، نعم نحن لا نتقدم بل نتراجع يوما بعد يوم ...كيف تطالب بالمستحيل ؟...

كيف تكون متواضعا وتطلب المستحيل؟، توجه الى مؤسستك التعليمية  وطالبها بدعم نشاط ثقافي،...لا تستغرب بأنك قد تحتاج إجراءات شبيهة بتلك التي تطلب منك عند ترخيص مشغل، او مشروع...الخ، فكل موظف له شأن في هذا النشاط سيطلب منك التوجه لآخر، الى أن تصل الى من له الشأن الاخير "إن أمكن" فستجد منه طلبات لا يمكن توقعها!، واذا طلبت إيضاحا فستصل الى درجة أنه لا يملك الصلاحية دون ايفائك لما طلب، تذكر أنك تطلب المستحيل!!...بعد أن تقدم ما طلب منك ستجد أنك بحاجة لخطوات أخرى أكثر غرابة!، أما أجمل ما في الامر سياسة الإنكار، فبعد انتهاء الحُجج، ينكر أنك قدمت ما طلب منك وينتهي الامر...

فهذا الواقع، إنهم يتخبطون في الظلام...لا تعليم صحيح، ولا دعم للثقافة؛ وانما اخماد الحراك الثقافي، وفي النهاية ستجد نفسك في غرفة أمامك مدرس يضع لك الخطوط وما عليك سوى حفظ ما خُطّ لك، أما ما تبقى من الكتاب الذي تحمله بيدك فهو للاطلاع!...نعم سيتخرج طالبكم يحمل وثيقة من الكرتون تشهد انه أمضى سنينا هنا يقسط ثمنها لا ثمن العلم !...

أما إذا طلبت من أحد المؤسسات الممولة من الاتحاد الأوروبي بأن تدعمك في قراءة كتب قيمة معلوماتيا من ناحية سياسية أو دولية لتفتح عينيك على ما يدور من حولك لأنك اليوم تمثل محور العالم!، فأنت تطالب ما هو أقرب الى المستحيل!، لا أنكر مساعدة أحد المؤسسات لمرة واحده بعد شهور عدة من المطالبة الحثيثة، اما البقية فكان ردها "لا ندعم مثل هذه النشاطات"، ومنها من قالها صراحة "لا ندعم في مثل هذه الكتب إذا اردتم سنختار نحن لكم الروايات أو القصص التي ستقرؤونها ثم تعيدونها الينا" .
وهكذا يدعم القراء في بلادي!


(اعتمدت المقالة على تجربة شخصية )

No comments:

Post a Comment