Saturday 11 August 2012

مقالة: صراع المصالح والهيمنة في سوريا


صراع المصالح والهيمنة في سوريا
بقلم : ليث مسعود

تعتبر إيران, وسوريا, ولبنان متمثلا بحزب الله, الدول التي تقف أمام الزحف الرأسمالي الى المنطقة لتصل الى أهم حلفائها "إسرائيل" التي باتت محوراً مهما لجميع الدول الرأسمالية فأمريكا قائدة الرأسمالية العالمية ترفض أي مقاومة لمشاريعها أو لتمدد رأسماليتها "او تطبيق مشروعها الكبير العولَمَة".

إذن بالنظر عن كثب وتحليل ما يجري سوريا حلقة الوصل بين دول عديدة تتمثل بشبكة مصالح متقاطعة ,حاولت أمريكا ضرب هذه الشبكة من خلال مهاجمة حزب الله عام 2006 بإستخدامها الذراع الأيمن لها في المنطقة "إسرائيل" لكنها فشلت, ومن ثم حاولت إثارة الفتنة داخل لبنان سواء فتنة طائفية أو بمحاولة إتهام حزب الله بأنه من إغتال رئيس الوزراء الأسبق "رفيق الحريري" .

اليوم تحاول أمريكا أن تضرب نقطة رئيسية في هذه الشبكة بإعتبارها ضربة تستحق المجازفة, فإستغلت موضوع الثورات العربية ودربت مليشيات على يد بعض حلفائها واستغلت التركيبة الطائفية لسوريا فأشعلت نار الفتنة, وأدخلت مليشياتها لتضرب النظام وجيشه ثم تعمل على جلب تذكرة لقصف سوريا جويا والتدخل فيها عسكريا من خلال سلسة المجازر المتتالية, ولاتزال تحاول أن تصعد الى الدرجة الثانية وهي التدخل العسكري, لكن جدار التعاون الروسي الصيني يقف أمام تقدمها .

في ضرب سوريا عسكريا أي تدمير الجيش السوري وإزالة النظام ووضع نخبة من نخب أمريكا وتابعيها, ستكون ضربة كبيرة لشبكة المصالح حيث أن حزب الله سيدخل في حرب مع إسرائيل أو أمريكا بشكل أكثر صراحة, وهذه المرة دون أن يجد الدعم الإيراني السوري ,وإيران ستفقد أحد أهم حلفائها في الوطن العربي والشرق الأوسط بشكل عام, مما يضعف ثباتها الإقتصادي وزيادة الحصار عليها, وبمحاولة زيادة الضغط على إيران وأخذ تذكرة لضربها عسكريا بحجة برنامجها النووي, ومحاولتها إمتلاك هذا العلم الذي سيمثل رادعا في الشرق الأوسط لشرطيه "إسرائيل" فصعود إيران بهذا الشكل يتهدد السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على الشرق الأوسط ,كما أن الهدف الأكبر هو "دولة الصين " التي تعتبر أكبر مستورد للنفط الإيراني, حيث أن الصين تحصل على النفط الإيراني بسعر جيد وليس السعر فقط هو ما يدفع الصين للتعامل مع إيران وترك الخليج العربي أو أمريكا ,بل السبب الرئيس في هذا هو رفضها لسياسة الهيمنة الأمريكية على العالم, ورفضها الإنسياق تحت القوانين والأوامر الغربية .

أي بمعنى آخر هي محاولة لضرب صعود الصين الإقتصادي الذي أصبح من الممكن أن يتفوق على إقتصاد أمريكا خلال سنوات في ظل التراجع المستمر للإقتصاد الأمريكي, وزيادة معدل البطالة فيها ,فأصبحت الصين تهز عرش الإمبراطورية الأمريكية وإقتصادها, ولهذا تسعى أمريكا جاهدة لفرض سيطرتها على النفط الإيراني الذي أصبح يعتبر آخر بئر نفط في الشرق الأوسط غير خاضع للغرب بعد تدمير ليبيا وإحتلالها تحت غطاء مساعدة الناتو لها, وهكذا ستتمكن من التحكم بأسعار النفط ومن المرجح أن ترفعها لتضرب التقدم الإقتصادي للصين. وهذا ليس إلا إعادة لسيناريو ما حدث في حرب مصر مع إسرائيل "حرب أكتوبر 1973" حيث كانت مخططة ومتفق عليها وتم رفع سعر برميل النفط من 1دولار الى 11دولار تحت غطاء المقاطعة العربية للغرب بسبب الحرب على مصر علماً أن أمريكا كانت المدبر وكانت تملك مخزون 9 سنوات من النفط! ,وهذا الإرتفاع كان ضربة للعملاقين الإقتصاديين الياباني والألماني اللذان كانا يهددان أمريكا إقتصاديا .

وبرأيي لا أعتقد بأن الصين ستتخلى عن سوريا أو عن إيران ,كما أن الصين بدأت تثبت أقدام روسيا مقابل الضغوط الدولية التي تفرض عليها ,روسيا حليف كبير للصين من ناحية الترسانة العسكرية ومن ناحية النفوذ في مجلس الأمن "الفيتو".

كما ورد على لسان منظمة شنغهاي ورد في صحيفة القدس العربي :
"أعلنت منظمة شنغهاي أن "أي محاولة لتسوية المسألة الإيرانية بالقوة لن تكون مقبولة وستؤدي الى عواقب لا يمكن توقعها ستهدد الإستقرار والأمن في المنطقة وفي العالم بأسره".

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون الصين وروسيا وأربع جمهوريات سوفياتية سابقة هي كازاخستان ,وأوزبكستان, وقرغيزستان, وطاجيكستان, فيما تشارك إيران بصفة مراقب مع أربع دول أخرى بينها أفغانستان المنضمة حديثا الى المنظمة، وقد حضر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الخميس الى بكين.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأربعاء من أن أي "عقوبات جديدة" تفرض على إيران ستأتي "بنتائج عكسية تماما"."
نشرت هذه المقالة في صحيفة العربي-فلسطين المحتلة ...بتاريخ 3-8-2012

No comments:

Post a Comment